الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

عُمان والفرس

كانت لعمان صلات قديمة بالعالم القديم، فقد إشتهر العُمانيون بالملاحة وإتصلوا مع آسيا وأفريقيا منذ زمن بعيد وكان لهذا الاتصال مع أفريقيا وآسيا آثاره الإيجابية كما كانت له بعض الآثار السلبية. فإنفتاح عُمان أمام تلك البلاد جعل حكام تلك الأقطار يعرفون مناطق الضعف والقوة فيها. فقد إستطاع الفرس حكم عُمان من عام 120 قبل الميلاد حتى عام 120م وهو عام حدث فيه أحد إنهيارات سد مأرب حيث تفرقت القبائل العربية من اليمن واتجه بعضها فحرر عمان من حكم  الفرس وغير إسمها من جديد من مزون (السحابة الممطرة) كما كان يسميها الفرس إلى إسمها القديم عُمان نسبة إلى كل من عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام وعُمان بن سبأ بن يخثان بن إبراهيم خليل الرحمن الذي قيل إنه أول من بنى مدينة في عُمان.
سار مالك بن فهم الأزدي إلى عمان على رأس ستة آلاف من الجنود وإتصل بالفرس الذين كانوا قد بسطوا سلطانهم على عُمان من ريسوت في الجنوب (ظفار) إلى قلهات على ساحل المنطقة الشرقية (صور). جاء مالك إلى عُمان ليستقر بها ولما عارض الفرس ذلك إستعد الجانبان للقتال. وبعد قتال عنيف توصل مالك ـ بعد أن هزم الفرس ـ إلى إتفاق معهم يقضي بأن يرحلوا من البلاد خلال عام من ذلك التاريخ. وبدلاً من أن يبدأوا في الخروج طلبوا إمدادات من فارس فوصلتهم  وإستعدوا لحرب مالك بن فهم وأتباعه مرة أخرى ودار بين الجانبين قتال شديد إنتهى بإنتصار مالك ولجأ كثير من الفرس إلى سفنهم وأبحروا بها لبلادهم. فإستولى مالك على عُمان وغنم جميع الأموال والممتلكات التي خلّفها الفرس وتذكر المراجع التاريخية أن مالكاً قد أحسن إلى الأسرى من الفرس فكساهم وزودهم وأوصلهم بالسفن إلى بلادهم وأصبح حاكماً على عُمان وما جاورها من الأطراف وساسها سياسة حسنة. كثرت هجرات العرب إلى عُمان وكثر عددهم فيها وإنتقل بعضهم من عمان إلى البحرين ولم يكن هناك سلطان ولا ملك قوي في كل تلك المنطقة إلا مالك بن زهير ومن حُسن تصرف مالك بن فهم أنه أقام معه علاقات ودية وتزوج إبنته وطلب أبوها أن يكون لأبنائها منه التقديم على سائر الأبناء من غيرها ووافق مالك بن فهم على ذلك. وحكم مالك بن فهم الأزدي عمان سبعين عام وخلفه أبناؤه ونازع الفرس أحفاده في الملك قبل الإسلام، إلى أن آل الأمر إلى آل الجلندى اللذين ظلا يحكمان عمان حتى ظهور الإسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق